الطقس في جبال القوقاز
الطقس في جبال القوقاز يتسم بتنوع كبير نتيجة للارتفاعات الجبلية الشاهقة التي تصل إلى أكثر من 5,000 متر في بعض القمم مثل قمة جبل إلبروس، الذي يعد أعلى قمة في القوقاز وأوروبا. يتأثر المناخ في هذه المنطقة بعوامل عدة منها الموقع الجغرافي، الارتفاع، والقرب من البحر الأسود وبحر قزوين.
1. المناخ الجبلي في القوقاز
المناخ الجبلي في جبال القوقاز يتسم بتنوع كبير بسبب الارتفاعات الجغرافية المختلفة التي تتراوح بين السهول المنخفضة والقمم الجبلية الشاهقة. يعكس هذا التنوع المناخي التأثيرات الناتجة عن التضاريس الجبلية، القرب من البحار، والاختلافات في الارتفاعات. فيما يلي نظرة على خصائص المناخ الجبلي في هذه المنطقة:
1. التضاريس وارتفاعات الجبال
تتميز جبال القوقاز بتضاريس معقدة تشمل السهول والوديان الضيقة بالإضافة إلى القمم الشاهقة التي يتجاوز ارتفاع بعضها 5000 متر مثل قمة جبل إلبروس. هذا التفاوت في الارتفاعات يؤدي إلى تباين في المناخ من منطقة إلى أخرى.
2. درجات الحرارة
المناطق المنخفضة: في المناطق السفلية من جبال القوقاز، مثل الوديان الواقعة على ارتفاعات أقل من 1000 متر، يتمتع الطقس بصيف دافئ وشتاء بارد. تتراوح درجات الحرارة في الصيف من 20 إلى 30 درجة مئوية، بينما في الشتاء تنخفض إلى ما دون الصفر مئوي.
المناطق الجبلية المتوسطة: في الارتفاعات المتوسطة (من 1000 إلى 3000 متر)، يشهد الطقس تباينًا أكبر مع الصيف المعتدل والشتاء البارد، حيث قد تكون درجات الحرارة في الشتاء تحت الصفر.
القمم الجبلية: في القمم العليا، مثل قمة إلبروس، تظل درجات الحرارة باردة طوال العام، حتى في الصيف. قد تتراوح درجات الحرارة بين -10 و 10 درجات مئوية في أشهر الصيف، بينما في الشتاء تكون شديدة البرودة.
3. هطول الأمطار والثلوج
الشتاء: يشهد فصل الشتاء في المناطق الجبلية هطولًا غزيرًا للثلوج، خصوصًا في القمم العالية التي تغطيها الثلوج طوال معظم أشهر السنة. تتساقط الثلوج بغزارة في الشتاء في العديد من مناطق جبال القوقاز، ما يجعلها مثالية للرياضات الشتوية مثل التزلج.
الصيف: في فصل الصيف، تتساقط الأمطار بغزارة في بعض المناطق المنخفضة، خاصة في المناطق الغربية القريبة من البحر الأسود. قد تتسبب الأمطار الغزيرة في حدوث الانهيارات الأرضية في بعض الأحيان.
4. الرياح
تتعرض جبال القوقاز لرياح قوية، خاصة في القمم العليا، حيث تؤثر الرياح الباردة القادمة من البحر الأسود وبحر قزوين على المناخ في هذه المناطق. قد تكون هذه الرياح شديدة خاصة في الشتاء، ما يزيد من برودة الطقس.
5. البيئة النباتية والحيوانية
يتنوع المناخ في القوقاز ليؤثر بشكل كبير على الحياة النباتية والحيوانية. ففي المناطق الجبلية العليا، توجد طبقات من الغطاء الثلجي أو النباتات الجبلية المتكيفة مع البرد. أما في المناطق السفلى، فتنمو الغابات المعتدلة والنباتات الاستوائية في بعض الأماكن القريبة من البحر الأسود.
6. التأثيرات المناخية على النشاط البشري
تتأثر الأنشطة البشرية في جبال القوقاز بمناخها القاسي. ففي الشتاء، تصبح بعض الطرق الجبلية غير صالحة للسير بسبب الثلوج الكثيفة، بينما توفر الصيف المعتدل بيئة ملائمة للمزارعين والمقيمين في المناطق السفلى، حيث يتم زراعة المحاصيل مثل الفواكه والخضروات.
إجمالًا، يشهد المناخ الجبلي في جبال القوقاز تباينًا كبيرًا، مما يعكس تأثيرات التضاريس المرتفعة والبيئات المختلفة على الطقس، ويجعله مكانًا غنيًا في التنوع البيئي والمناخي.
2. الشتاء في جبال القوقاز
الشتاء في جبال القوقاز يعد من أبرز السمات المناخية لهذه المنطقة الجبلية، حيث يشهد الطقس برودة شديدة مع تساقط الثلوج بكثافة، خصوصًا في المناطق المرتفعة. يتميز الشتاء في جبال القوقاز بعدد من الخصائص التي تساهم في تشكيل بيئة قاسية، ولكنها أيضًا مثالية للعديد من الأنشطة الشتوية مثل التزلج.
1. الطقس البارد
في الشتاء، تنخفض درجات الحرارة بشكل حاد، وتصل إلى ما دون الصفر مئوي في العديد من المناطق الجبلية. في القمم العالية، مثل قمة جبل إلبروس، قد تصل درجات الحرارة إلى -30 درجة مئوية أو أكثر في أوقات معينة من الشتاء. أما في المناطق المنخفضة، فإن درجات الحرارة تتراوح عادة بين -5 إلى 5 درجات مئوية.
2. تساقط الثلوج
يعد تساقط الثلوج من أبرز الظواهر الشتوية في جبال القوقاز. تتساقط الثلوج بغزارة في العديد من المناطق الجبلية طوال فصل الشتاء. في بعض المناطق على ارتفاعات أعلى، قد تستمر الثلوج لمدة 7-8 أشهر من السنة. هذا التساقط الكثيف للثلوج يجعل من جبال القوقاز وجهة شهيرة لمنتجعات التزلج والرياضات الشتوية. يمكن أن تتراكم الثلوج بشكل كثيف على الطرق الجبلية، ما يعوق حركة المرور أحيانًا.
3. الرياح القوية
تساهم الرياح القوية في تضاعف الشعور بالبرد في الشتاء. الرياح الباردة القادمة من البحر الأسود أو بحر قزوين قد تزيد من برودة الطقس بشكل ملحوظ، خصوصًا في القمم العالية. في بعض الأحيان، قد تصل سرعة الرياح إلى 60 كيلومترًا في الساعة أو أكثر، مما يخلق ظروفًا قاسية، خاصة في المناطق المفتوحة.
4. العواصف الثلجية والانهيارات الثلجية
بسبب كثافة الثلوج والرياح القوية، تحدث أحيانًا عواصف ثلجية قد تؤدي إلى انخفاض الرؤية بشكل كبير وتكون خطرة على النشاطات في الهواء الطلق. كما أن تراكم الثلوج على الجبال قد يؤدي إلى حدوث الانهيارات الثلجية، وهي ظاهرة تشكل تهديدًا للأشخاص في المناطق المرتفعة.
5. التأثير على الحياة اليومية
الشتاء في جبال القوقاز يؤثر بشكل كبير على حياة السكان المحليين. في القرى والبلدات الواقعة في الوديان والمناطق المنخفضة، غالبًا ما يتم تعطيل بعض الخدمات بسبب الظروف المناخية القاسية. أما في المناطق الجبلية المرتفعة، فيكون الطقس غالبًا غير مناسب للزراعة أو الأعمال اليومية الأخرى. إلا أن العديد من السكان في هذه المناطق يعتمدون على تقنيات التدفئة المحلية ويستعدون جيدًا للشتاء القاسي.
6. الأنشطة الشتوية
على الرغم من الظروف الصعبة التي يفرضها الشتاء، توفر جبال القوقاز فرصة مثالية لممارسة الرياضات الشتوية مثل التزلج على الجليد وركوب الزلاجات. العديد من المنتجعات الجبلية تستقطب السياح من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بالمناظر الطبيعية المدهشة والأنشطة الرياضية الشتوية.
إجمالًا، يعتبر الشتاء في جبال القوقاز تجربة قاسية وجميلة في آن واحد، حيث يقدم بيئة غنية بالثلوج والتحديات المناخية، لكن مع فرص للاستمتاع بالطبيعة والمغامرة في ظروف استثنائية.
3. الصيف في جبال القوقاز
الصيف في جبال القوقاز يعد موسمًا معتدلًا وجميلًا، حيث تتفاوت درجات الحرارة في المناطق المنخفضة والمناطق المرتفعة. وبالرغم من أن فصل الصيف في هذه المنطقة يختلف عن باقي الفصول، إلا أنه يمثل فترة ملائمة للاستمتاع بالطبيعة والأنشطة في الهواء الطلق.
1. الطقس المعتدل في المناطق المنخفضة
في المناطق السفلية من جبال القوقاز، مثل الوديان والسفوح الجبلية، تتمتع الطقس في الصيف بأجواء معتدلة ودافئة. تتراوح درجات الحرارة في هذه المناطق بين 20 إلى 30 درجة مئوية في الأشهر الصيفية (من يونيو إلى سبتمبر). وتعد هذه الفترة مناسبة للزراعة وحصاد المحاصيل، حيث تزرع الفواكه والخضروات في الأراضي المنخفضة. بعض المناطق الجنوبية من القوقاز قد تشهد حرارة أعلى، خاصة في القرى الواقعة بالقرب من البحر الأسود.
2. البرودة في القمم العالية
أما في القمم العالية مثل جبل إلبروس، فإن درجات الحرارة تبقى معتدلة رغم حلول فصل الصيف، حيث تتراوح بين 0 و10 درجات مئوية في الأيام الحارة. حتى في هذه الفترة من السنة، يمكن أن تتساقط الثلوج في بعض الأحيان في القمم العالية، مما يخلق مشهدًا طبيعيًا مذهلًا. هذه الظروف تجعل من جبال القوقاز وجهة مشهورة للمسافرين الذين يرغبون في الهروب من حر الصيف في السهول المنخفضة.
3. التهوية والرياح اللطيفة
في الصيف، تهب الرياح الباردة بشكل خفيف من البحر الأسود وبحر قزوين، مما يساهم في الحفاظ على البرودة في المناطق الجبلية العليا. قد تساعد هذه الرياح في تخفيف حدة الحرارة في المناطق السفلى التي قد تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة. تعتبر هذه الرياح أيضًا عاملاً مهمًا في تلطيف الأجواء في المناطق الجبلية، مما يخلق بيئة مثالية للمشي لمسافات طويلة والأنشطة الخارجية.
4. التساقط المحدود للأمطار
خلال فصل الصيف، يظل تساقط الأمطار في جبال القوقاز أقل مقارنةً بالشتاء، لكنه لا يزال ممكنًا في بعض المناطق. يمكن أن تشهد المناطق الغربية من الجبال، بالقرب من البحر الأسود، بعض الأمطار الغزيرة التي تؤدي إلى تنشيط الأنهار الجبلية والمجاري المائية. في بعض الحالات، يمكن أن تسبب الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات في المناطق المنخفضة. إلا أن معظم المناطق الجبلية العليا تتمتع بجو جاف نسبياً في الصيف.
5. الحياة البرية والنباتات
يعتبر الصيف في جبال القوقاز فصلًا مهمًا للنباتات والحياة البرية. في المناطق المنخفضة، تنمو الغابات الكثيفة والنباتات الاستوائية، بينما في المناطق الجبلية المتوسطة والمرتفعات، يمكن رؤية النباتات الجبلية التي تزدهر خلال أشهر الصيف. الحيوانات مثل الماعز الجبلي والغزلان والخنازير البرية تكون نشطة في هذا الفصل، حيث تتواجد في الوديان الجبلية للبحث عن الغذاء.
6. السياحة والأنشطة الخارجية
فصل الصيف هو موسم السياحة الرئيسي في جبال القوقاز، حيث يزور العديد من السياح المنطقة للاستمتاع بالمشي لمسافات طويلة، التخييم، والرحلات الجبلية. هذه الأنشطة تجذب الزوار بسبب الطقس المعتدل والمناظر الطبيعية الخلابة. إضافة إلى ذلك، يعد فصل الصيف وقتًا مثاليًا للقيام بجولات في المواقع التاريخية والطبيعية المنتشرة في المنطقة.
7. الزراعة والصيد
تعتبر الزراعة نشاطًا رئيسيًا في مناطق جبال القوقاز السفلى في الصيف، حيث يزرع السكان المحليون المحاصيل الزراعية مثل الفواكه، الحبوب، والعنب. كما يعد الصيف موسمًا مهمًا للصيد في بعض المناطق الجبلية، حيث يستطيع السكان ممارسة الصيد في الغابات الجبلية بحثًا عن الطرائد.
الصيف في جبال القوقاز هو فصل معتدل ومتنوع، حيث يمثل وقتًا مريحًا للعديد من الأنشطة الخارجية. الطقس المعتدل والبيئة الطبيعية الجميلة تجعل منه وجهة مثالية للسياح والمقيمين على حد سواء. في هذا الوقت من السنة، يمكن للزوار استكشاف المناظر الطبيعية الرائعة والتفاعل مع الحياة البرية والنباتات التي تزدهر في المنطقة.
4. الظروف المناخية الأخرى في جبال القوقاز
جبال القوقاز هي واحدة من أكثر المناطق الجغرافية تنوعًا من حيث الظروف المناخية، حيث تمتد عبر مسافات كبيرة من الشمال إلى الجنوب، مما يخلق بيئات مناخية مختلفة ومتنوعة. يتأثر المناخ في جبال القوقاز بعوامل عدة مثل التضاريس، القرب من المسطحات المائية، والارتفاعات المختلفة.
1. الظروف المناخية في السهول الشمالية (الجانب الروسي)
المنطقة الشمالية من جبال القوقاز، التي تشمل روسيا، تتمتع بمناخ قاري شبه قطبي أو قاري بارد. في هذه المناطق، تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير في الشتاء، وتكون فترة الصيف قصيرة. عادة ما تكون الشتاء شديدة البرودة، مع درجات حرارة تصل إلى -30 درجة مئوية أو أقل في بعض الأماكن، وتغطي الثلوج الأرض لمدة 4-5 أشهر. بينما الصيف معتدل بشكل عام مع درجات حرارة تتراوح بين 15-25 درجة مئوية.
2. المناخ في المناطق الجنوبية (الجانب القوقازي)
أما في المناطق الجنوبية لجبال القوقاز، التي تشمل دولًا مثل جورجيا وأرمينيا، فإن الظروف المناخية أكثر تنوعًا بسبب تأثرها بالبحر الأسود وبحر قزوين. هذه المناطق تتمتع بمناخ البحر الأبيض المتوسط في السواحل الجنوبية، حيث الصيف دافئ وجاف، مع درجات حرارة تتراوح بين 25-30 درجة مئوية، بينما الشتاء معتدل نسبيًا. أما في المناطق الجبلية العالية، فتظل البرودة سائدة حتى في الصيف، مع درجات حرارة منخفضة تتراوح بين 0 و10 درجات مئوية في القمم.
3. الرياح السائدة
تتميز جبال القوقاز بالرياح السائدة التي تسهم بشكل كبير في تشكيل المناخ المحلي. الرياح القادمة من البحر الأسود تؤدي إلى هطول أمطار غزيرة في المناطق الساحلية والجبال الجنوبية، بينما في المناطق الداخلية، تكون الرياح جافة وأكثر تأثيرًا على طابع المناخ. الرياح الجبلية الحادة، خاصة في المناطق العليا، تزيد من شدة البرودة في الشتاء.
4. الظروف الجغرافية والارتفاع
الارتفاعات المختلفة للجبال تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل المناخ داخل المنطقة. فكلما ارتفعنا في الجبال، انخفضت درجات الحرارة بشكل ملحوظ. في المناطق التي ترتفع أكثر من 3000 متر، يمكن أن تتساقط الثلوج طوال السنة، حتى في فصل الصيف، مما يجعل الطقس باردًا جدًا على القمم الجبلية.
5. التساقط الأمطار والثلوج
تتفاوت كمية الأمطار والثلوج التي تتساقط في جبال القوقاز حسب المنطقة. في الجبال الغربية الواقعة بالقرب من البحر الأسود، يكون تساقط الأمطار كثيفًا، خاصة في فصل الشتاء، حيث تصل الأمطار إلى مستويات عالية جدًا، ما يعزز من نمو الغابات والأعشاب. أما في الجزء الشرقي من جبال القوقاز، القريب من بحر قزوين، فيكون التساقط أقل، ويقتصر بشكل رئيسي على فصل الشتاء. في المناطق المرتفعة، تتساقط الثلوج بكثافة، مما يؤدي إلى تراكمات كبيرة من الثلوج التي قد تبقى لعدة أشهر.
6. الضباب والرطوبة
المنطقة الواقعة بالقرب من البحر الأسود تشهد مستويات عالية من الرطوبة، مما يؤدي إلى تكون الضباب بشكل متكرر، خصوصًا في فصل الشتاء. هذا الضباب يؤثر على الرؤية ويزيد من صعوبة التنقل في بعض المناطق. بينما في المناطق الداخلية الأكثر جفافًا، تكون الرطوبة أقل، وتقل احتمالية تكون الضباب.
7. التأثيرات على الحياة البرية والنباتات
التنوع المناخي في جبال القوقاز يساهم بشكل كبير في تنوع الحياة البرية والنباتية. حيث تزدهر الغابات في المناطق ذات الأمطار الكثيفة في الجبال الغربية، بينما تنتشر النباتات الجبلية والأعشاب في المناطق الأكثر جفافًا في الشرق. الأنواع المختلفة من الحيوانات، مثل الدببة والذئاب والماعز الجبلي، تجد بيئاتها المفضلة في المناطق الجبلية المختلفة، حيث يتكيف كل نوع مع المناخ المحلي.
الظروف المناخية في جبال القوقاز متنوعة ومعقدة، حيث تهيمن الرياح والارتفاعات المختلفة على الطقس في هذه المنطقة. يؤثر هذا التنوع المناخي على الحياة اليومية، والحياة البرية، والنباتات، كما يلعب دورًا كبيرًا في تشكيل بيئة جبال القوقاز الفريدة.
5. التنوع المناخي في جبال القوقاز
التنوع المناخي في جبال القوقاز يُعد من السمات المميزة لهذه المنطقة الجغرافية الفريدة. يمتد هذا التنوع عبر مساحات شاسعة من الأراضي، حيث تتراوح الظروف المناخية بين الجبال العالية والمناطق المنخفضة، وبين السواحل والمناطق الداخلية. هذا التنوع يساهم في خلق بيئات مناخية متعددة تؤثر بشكل كبير على الحياة البرية والنباتات والأنشطة البشرية في المنطقة.
1. الاختلافات بين الشمال والجنوب
منطقة جبال القوقاز تمتد عبر دول متعددة، بما في ذلك روسيا، جورجيا، أرمينيا، وأذربيجان، مما يخلق تباينًا كبيرًا في المناخ بين الجانب الشمالي والجنوبي.
الجانب الشمالي (الجانب الروسي): يتميز المناخ في الجانب الشمالي بكونه قاريًا باردًا في معظم مناطق السهول والجبال المنخفضة. الشتاء هنا شديد البرودة مع تساقط الثلوج الكثيفة، بينما يكون الصيف معتدلًا في المناطق الداخلية والبارد في الجبال المرتفعة.
الجانب الجنوبي (الجانب القوقازي): في المقابل، تتمتع المناطق الجنوبية بمناخ أكثر تنوعًا؛ فالمناطق الساحلية على البحر الأسود وبحر قزوين تتمتع بمناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل، مع صيف دافئ وجاف وشتاء معتدل، بينما تتسم المناطق الجبلية والمرتفعة ببرودة شديدة على مدار العام، حتى في فصل الصيف.
2. التأثيرات على الارتفاعات
يعتبر الارتفاع العامل الأهم في تحديد المناخ في جبال القوقاز. كلما ارتفعنا في الجبال، انخفضت درجات الحرارة، وأصبحت الظروف أكثر قسوة:
الارتفاعات العالية: على ارتفاعات تتجاوز 3000 متر، يسود المناخ الجبلي البارد حيث يمكن أن يتساقط الثلج طوال السنة، مما يجعل هذه المناطق صعبة الوصول إليها ومناسبة لأنشطة مثل التزلج أو التنزه الجبلي.
المناطق المنخفضة: في المناطق السفلى والسواحل، حيث توجد الأراضي الزراعية والمناطق الحضرية، يسود المناخ المعتدل الذي يساهم في إنتاج المحاصيل الزراعية المختلفة.
3. تأثير الرياح والبحار
الرياح السائدة في جبال القوقاز تلعب دورًا كبيرًا في تحديد المناخ في المناطق المختلفة. الرياح القادمة من البحر الأسود تؤدي إلى تساقط أمطار غزيرة في الجبال الغربية، مما يخلق بيئة رطبة وغابات كثيفة، بينما تؤدي الرياح الجافة القادمة من المناطق الداخلية في الشرق إلى طقس أكثر جفافًا في بعض المناطق.
4. تساقط الأمطار والثلوج
الشتاء: في الجبال الغربية والمناطق القريبة من البحر الأسود، يكون تساقط الأمطار والثلوج كثيفًا خلال الشتاء، بينما في المناطق الداخلية في الشرق يكون تساقط الأمطار أقل، ولكن يمكن أن تشهد المنطقة الثلوج خلال أشهر الشتاء.
الصيف: في الصيف، تظل الأمطار متساقطة في بعض المناطق، خصوصًا في الجبال الغربية، بينما تكون المناطق الداخلية أكثر جفافًا، مما يؤدي إلى تفاوت كبير في المناخ بين المناطق.
5. التنوع البيئي والنباتي
التنوع المناخي يؤدي إلى تنوع بيئي ونباتي ملحوظ في جبال القوقاز. في المناطق الغربية الأكثر رطوبة، تنتشر الغابات الكثيفة، بينما في المناطق الشرقية الجافة، تكون النباتات أكثر قساوة وجفافًا. الحياة البرية في هذه المنطقة أيضًا متنوعة، حيث يلتقي فيها أنواع من الحيوانات المختلفة، مثل الدببة، الذئاب، والماعز الجبلي، التي تتكيف مع الظروف البيئية المتنوعة.
6. التأثيرات على الحياة البشرية
التنوع المناخي في جبال القوقاز يؤثر بشكل مباشر على الأنشطة البشرية. ففي المناطق الدافئة، يتم زراعة المحاصيل الزراعية مثل الفواكه والعنب، بينما في المناطق الباردة، يعتمد السكان على الثروة الحيوانية مثل تربية الماشية، بالإضافة إلى السياحة الجبلية التي تشهد نموًا في الشتاء والصيف.
التنوع المناخي في جبال القوقاز يعكس التنوع الجغرافي لهذه المنطقة، مما يساهم في تشكيل بيئات مناخية متنوعة تؤثر على الحياة البرية، النباتية، والأنشطة البشرية. سواء كان المناخ قاريًا باردًا في الشمال أو دافئًا في المناطق الجنوبية، فإن هذا التنوع يعزز من أهمية جبال القوقاز كمنطقة جغرافية تتمتع بخصوصية مناخية فريدة.
أسئلة شائعة
الطقس في جبال القوقاز متنوع ويعتمد على الارتفاع والموقع. في المناطق الجبلية المرتفعة، قد يكون الطقس باردًا طوال العام مع تساقط الثلوج في الشتاء، بينما في المناطق المنخفضة يكون الطقس أكثر اعتدالًا.
يمكن الاستمتاع بالسياحة الجبلية في جبال القوقاز من خلال ممارسة الرياضات الجبلية مثل التزلج، وتسلق الجبال، والتنزه في الطبيعة. توفر المنطقة مناظر خلابة ومناخًا مناسبًا للمغامرات الخارجية.
أفضل الأوقات لزيارة جبال القوقاز تكون في الصيف (من يونيو إلى سبتمبر) للاستمتاع بالأنشطة الجبلية في الطقس المعتدل، أما إذا كنت تفضل الرياضات الشتوية مثل التزلج، فيكون الشتاء هو الموسم الأمثل.
نعم، تعد جبال القوقاز وجهة رائعة لرياضات المغامرة مثل تسلق الجبال، والتزلج على الجليد، والمشي لمسافات طويلة، وكذلك ركوب الدراجات الجبلية.
نعم، تعتبر جبال القوقاز آمنة للسياحة، ولكن يجب دائمًا أخذ الاحتياطات اللازمة مثل التحقق من الطقس ووجود دليل محلي لتجنب المخاطر في المناطق الجبلية الوعرة.
إلى جانب الأنشطة الجبلية، يمكن زيارة القرى المحلية للتعرف على الثقافة والحرف التقليدية، وكذلك الاستمتاع بمطاعم المنطقة التي تقدم المأكولات التقليدية.
تعليقات
إرسال تعليق